الاثنين، 16 أبريل 2012





هؤلاء غيروا العالم


إنهم أناس كغيرهم من البشر، لكنهم لم يقفوا في التاريخ في صف العامّة بل حجزوا لأنفسهم منصّات ومنابر يشهد لهم كل من أرّخ وكتب، ملكوا الموهبة والإرادة والتصميم ، ولم تقعدهم علل الحياة عن تحقيق مآربهم وأحلامهم ، ولم تكن طموحاتهم تقف عند حدّ ، بل كانت تجوب عنان السماء لترقى بأفكارها الى عالم أسمى . فكانوا السباقين الى الإكتشافات والإبتكارات الخلاقة ، واحتلت إنجازاتهم الأماكن البيضاء في عتمة سماء هذا العالم ،فاستحقوا التقدير والثناء من كل من يقدر العلم والعمل، سأحاول أن أقدم نبذة عن أهم مساهماتهم وإنجازاتهم التي سببت ثورات علمية غيرت وجه العالم .








الزهراوي





عالم وطبيب أندلسي مسلم، ولد في مدينة الزهراء بالأندلس عام 936 م. عرف في الغرب باسم Abulcasis.

هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، نسبه إلى مدينة الزهراء التي بناها أمويو الأندلس إلى الغرب الشمالي من مدينة قرطبة، وكتب الأوروبيون اسمه باللاتينية على أشكال عدة. وهو طبيب، جرّاح، ومصنّف، يُعد من أعظم جراحي العرب ومن أعظم أطبائهم. عاش في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، فقضى حياة مليئة بجلائل الأعمال، وترك آثاراً عظيمة. وكان طبيب عبد الرحمن الثالث المعروف بالناصر، ثم طبيب ابنه الحكم الثاني المستنصر. على أن التاريخ ضنّ علينا بالكثير من تفاصيل هذه الحياة، حتتى أننا نجهل سنة ولادته. أما وفاته فكانت على الأرجح سنة 404 هـ .

كتب الزهراوي كانت أساس الجراحة في أوروبا حتى عصر النهضة. ويعتبر الزهراوي أبو الجراحة. أعظم إسهام له في الحضارة الإنسانية كان كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، والذي تألف من 30 مقالة (كل مقالة تبحث في فرع من ع الطب) وخصص المقالة الثلاثين لفن الجراحة (أو صناعة اليد كما كان يطلق عليها في ذلك العصر)، يحتوي الكتاب على صور للمئات من الآلات الجراحية أغلبها من ابتكار الزهراوي نفسه.

إن أفضل تصانيفه كتابه الكبير المعروف باسم (الزهراوي)، وأكبر تصانيفه (التصريف لمن عجز عن التأليف) وقد ترجم وطبع عدة مرات.

لم يكن الزهراوي جرّاحاً ماهراً فحسب، بل كان حكيماً ذا خبرة واسعة. وقد أفرد قسماً مهماً من كتابه لأمراض العين، والأذن، والحنجرة، وقسماً مهماً لأمراض الأسنان، واللثة، واللسان، وأمراض النساء، وفن والولادة، والقبالة، وباباً كاملاً للجبر، وعلاج الفك والكسر.

اخترع الزهراوي آلة جديدة لشفاء الناسور الدمعي، وعالج عدداً من الأمراض بالكي مثل الآكلة، والنزف والزهراوي هو أول من اكتشف ووصف نزف الدم المسمى (هيموفيليا).

وكان أثر الزهراوي عظيماً في أوروبا، فقد ترجمت كتبه إلى لغات عديدة، ودرست في جامعات أوروبا الطبية. واقتفى أثره الجراحون الأوربيون، واقتبسوا عنه، حتى أنه في كثير من الأحيان انتحلوا بعض اكتشافاته من دون أن يذكوه كمصدر أولي. وكان مؤلفه الكبير المرجع الأمين لأطباء أوروبا من أوائل القرن الخامس عشر إلى أواخر الثامن عشر.

وذكر الزهراوي علاج السرطان في كتابه "التصريف" قائلا: متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته ،إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل. أما متى تقدم فلا ينبغى أن تقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا. ولا رأيت قبلى غيري وصل إلى ذلك.








أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي (أبو جعفر) (من781- إلى 845 م تقريباً)، كان من اوائل علماء الرياضيات حيث ساهمت اعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره.

لا يعرف تاريخ ميلاد الخوارزمي، كما أن تاريخ وفاته غير مدقق. وكل ما يعرف عنه أنه ولد الخوارزمي في مدينة خوارزم في خراسان، وهي اقليم في بلاد فارس (تعرف المنطقة حاليا باوزبكستان). انتقلت عائلته بعد ولادته بفترة قصيرة الى بغداد في العراق، انجز الخوارزمي معظم ابحاثه بين عامي 813 و 833 في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون. و نشر اعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي المجوسي القطربلّي ، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. اللقب مجوسي يتناقض مع بدء الخوارزمي لكتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة.

إسهاماته العلمية
ابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسوب، (مما اعطاه لقب ابي علم الحاسوب عند البعض)، حتى ان كلمة خوارزمية في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانكليزية) اشتقت من اسمه، بالاضافة لذلك، قام الخوارزمي باعمال هامة في حقول الجبر و المثلثات والفلك و الجغرافية و رسم الخرائط. ادت اعماله المنهجية و المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830، و انتقلت هذه الكلمة الى العديد من اللغات (Algebra في الانكليزية).

اعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة، الا انه قد انجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الاغريق و في الهند، فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق. بفضل الخوارزمي، يستخدم العالم الاعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الاعداد، كما انه قذ ادخل مفهوم العدد صفر، الذي بدأت فكرته في الهند.

صحح الخوارزمي ابحاث العالم الاغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على ابحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز اول خريطة للعالم المعروف آنذاك. عندما اصبحت ابحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر اوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الاوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي ايضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.

تعتبر انجازات الخوارزمي في الرياضيات عظيمة، و لعبت دورا كبيرا في تقدم الرياضيات و العلوم التي تعتمد عليها.

مؤلفاته : ألف الخوارزمي عدة كتب من أهمها :

ـ كتاب "الجبر والمقابلة" : وهو يعد الأول من نوعه، وقد ألفه بطلب من الخليفة المأمون. وهذا الكتاب >لم يؤد فقط إلى وضع لفظ الجبر وإعطائه مدلوله الحالي، بل إنه افتتح حقاً عصراً جديداً في الرياضيات. وقد ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وكانت هذه الترجمة هي التي أدخلت هذا العلم إلى الغرب. وظل هذا الكتاب قروناً عديدة مرجعاً في أوربا. وقد حققه الأستاذان علي مصطفى مُشَرَّفَة ومحمد مرسي أحمد، ونشر أول مرة في القاهرة سنة 1939م.

ـ "كتاب صورة الأرض" : وهو مخطوط موجود في ستراسبورغ بفرنسا، وقد ترجم إلى اللاتينية، وتمت مقارنة المعلومات الموجودة فيه بمعلومات بطليموس.

ـ "كتاب العمل بالأسطرلاب" و "كتاب عمل الأسطرلاب" .
الخوارزمي - عالم الرياضيات






عالم وطبيب أندلسي مسلم، ولد في مدينة الزهراء بالأندلس عام 936 م. عرف في الغرب باسم Abulcasis.

هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، نسبه إلى مدينة الزهراء التي بناها أمويو الأندلس إلى الغرب الشمالي من مدينة قرطبة، وكتب الأوروبيون اسمه باللاتينية على أشكال عدة. وهو طبيب، جرّاح، ومصنّف، يُعد من أعظم جراحي العرب ومن أعظم أطبائهم. عاش في الأندلس خلال القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، فقضى حياة مليئة بجلائل الأعمال، وترك آثاراً عظيمة. وكان طبيب عبد الرحمن الثالث المعروف بالناصر، ثم طبيب ابنه الحكم الثاني المستنصر. على أن التاريخ ضنّ علينا بالكثير من تفاصيل هذه الحياة، حتتى أننا نجهل سنة ولادته. أما وفاته فكانت على الأرجح سنة 404 هـ .

كتب الزهراوي كانت أساس الجراحة في أوروبا حتى عصر النهضة. ويعتبر الزهراوي أبو الجراحة. أعظم إسهام له في الحضارة الإنسانية كان كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، والذي تألف من 30 مقالة (كل مقالة تبحث في فرع من ع الطب) وخصص المقالة الثلاثين لفن الجراحة (أو صناعة اليد كما كان يطلق عليها في ذلك العصر)، يحتوي الكتاب على صور للمئات من الآلات الجراحية أغلبها من ابتكار الزهراوي نفسه.

إن أفضل تصانيفه كتابه الكبير المعروف باسم (الزهراوي)، وأكبر تصانيفه (التصريف لمن عجز عن التأليف) وقد ترجم وطبع عدة مرات.

لم يكن الزهراوي جرّاحاً ماهراً فحسب، بل كان حكيماً ذا خبرة واسعة. وقد أفرد قسماً مهماً من كتابه لأمراض العين، والأذن، والحنجرة، وقسماً مهماً لأمراض الأسنان، واللثة، واللسان، وأمراض النساء، وفن والولادة، والقبالة، وباباً كاملاً للجبر، وعلاج الفك والكسر.

اخترع الزهراوي آلة جديدة لشفاء الناسور الدمعي، وعالج عدداً من الأمراض بالكي مثل الآكلة، والنزف والزهراوي هو أول من اكتشف ووصف نزف الدم المسمى (هيموفيليا).

وكان أثر الزهراوي عظيماً في أوروبا، فقد ترجمت كتبه إلى لغات عديدة، ودرست في جامعات أوروبا الطبية. واقتفى أثره الجراحون الأوربيون، واقتبسوا عنه، حتى أنه في كثير من الأحيان انتحلوا بعض اكتشافاته من دون أن يذكوه كمصدر أولي. وكان مؤلفه الكبير المرجع الأمين لأطباء أوروبا من أوائل القرن الخامس عشر إلى أواخر الثامن عشر.

وذكر الزهراوي علاج السرطان في كتابه "التصريف" قائلا: متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته ،إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل. أما متى تقدم فلا ينبغى أن تقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا. ولا رأيت قبلى غيري وصل إلى ذلك.
 
تومــــاس ألفا أديســــــون





 













 

بعد سبعة واربعين عاما من حياته في فيينا، اضطر سنة 1938 في الثالث والعشرين من سبتمبر وهو في الثانية والثمانين من عمره، ثلاثة اسابيع فقط بعيد اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى مغادرة موطنه وأبحاثه باتجاه بريطانيا بعد أن عمد النازيون الى حرق كتبه في مدينة نورنبرغ. سنة 1939 توفي يد لكن نظريته ومنهجيته عرفتا انتشارا واسعا في العالم، خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في حين ظل التحليل النفسي محظورا في الاتحاد السوفياتي وفي أغلب الدول غير الديمقراطية

كان يد يعاني من مشاكل عاطفية وغيرها، فلجأ إلى التدخين بالرغم من وعيه التام الى ان تدخينه لنحو عشرين سيجارا يوميا من شأنه أن يضعف قلبه ويعرضه للإصابة بالسرطان. ورغم محاولاته المتكررة للإقلاع عن التدخين إلا انه كان في كل مرة يعود إليه من جديد حتى انه اعترف بأنه عاجز نفسيا عن مواصلة عمله دون أن يدخن. وبعد إصابته بالسرطان واستئصال فكه وإحلال فك اصطناعي مكانه استمر يد بالتدخين. ويتذكر المرء قوله: "لن اتوقف عن التدخين طالما كان فمي قادرا على حمل السيجار." النتيجة هي ان يد توفي بالسرطان بعد أن استشرى المرض في فمه كله. وقد كان عمره آنذاك يراوح الثالثة والثمانين. الغريب في الأمر أن يد، ذالك العالم الذي حاول سبر أعماق الإنسان وتحليل شخصيته وميوله، لم يستطع تفسير حالة الإدمان التي كانت سببا في وفاته.


رحلة العلم يتغمدها الشقاء


من خلال تقسيمه لدوافع سلوك الانسان، أشار يد الى ظاهرة زلة اللسان "Slips of the tounge" وهي الخطأ الذي يقع فيه الإنسان بسبب مفاهيم راسخة ومخزنة في عالم اللاشعور. وقال ان هناك جملة من المفاهيم لدى الإنسان مغروسة في أعماقه، موجِهة لميوله ومؤثرة في سلوكه تظهر من حين إلى آخر في مواقف معينة عبر أقوال وأفعال. هذه المفاهيم هي التي يطلق عليها "مفاهيم الأعماق". والذي يجري في داخل الإنسان هو أنّ الفكر الذي يحمله ويريد أن يطبقه قد يصطدم بمفهوم من مفاهيم أعماقه فيناقضه ويرفضه كما يصعب في هذه الحالة تصديقه أو الاقتناع به.


مفاهيم الأعماق


أصبح يد الذي علم الآخرين كيف يستخدمون طريقة "العلاج بالكلام" مشهورا في جميع أنحاء العالم، كما أن تأثيره لم يقتصر على النواحي الطبية والنفسية فحسب، بل تعداه الى عالم الفن والأدب. فالأشخاص الذين صاغوا القصائد والمسرحيات ورسموا اللوحات وأؤلئك الذين يعملون في المدارس والجامعات والمستشفيات تعلموا الكثير من هذا الرجل الذي فتح الطريق إلينا لفهم العقل الباطني. فالحضارة البشرية، وكما أكد يد من قبل، هي تلك الحضارة التي أنشأناها بأنفسنا والقائمة على التفكير المنطقي الذي جاء أساساً كحالة تحول في العقل البشري أو كحالة إبداعية ثانوية تعتمد على الفن كمنبع رئيس وتقتبس الكثير منه. ومن خلال نظرياته في التحليل النفسي واستكشافه للأسباب الكامنة وراء ظهور اضطرابات عصبية لدى الفرد، أوضح يد أن الشخص المضطرب هو نتاج لأسرة مضطربة وان الأسرة هي البيئة التي ينشأ فيها الفرد ويكتسب منها مميزات شخصيته في المستقبل.


البيئة الأسرية هي مفتاح نمو الشخصية


بدأت مدرسة التحليل النفسي على يد هذا العالم النمساوي الذي كان في الأصل طبيبا للأمراض العصبية ومتخصصا تحديدا في تشريح الأدمغة من حيث مكوناتها وكيفية علاجها بالعقاقير الطبية.
وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح ينظر إلى يد على انه واحد من أعظم مكتشفي عالم داخل الإنسان نفسه، وهو ما سماه بالعقل الباطني وشبهه بالبئر العميقة المليئة بالذكريات والمشاعر. كما اكتشف أيضا "ما قبل الشعور" وأسس التحليل النفسي وله العديد من النظريات التي تتعلق بخصوصيات وطبيعة الجنس البشري. وحتى بعد مرور 150 عاما على ميلاده ما يزال هناك إقبال شديد من قبل الناس للخضوع الى العلاج النفسي.

يغلب على نظرية التحليل النفسي الطابع البيولوجي، فالطفل يولد وهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس والميول الى العنف. وهي ما أطلق عليها اسم "اللبيدو" أي الطاقة. وهذه الطاقة تدخل في صراع مع المجتمع، وعلى أساس طبيعة الصدام وشكله تتحدد صورة الشخصية فيما بعد. ويقول يد :
"إن الطاقة الغريزية التي يولد الطفل مزودا بها تمر بأدوار محددة بحياته. كما أن النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة الى أخرى، ولكن نوع وطبيعة المواقف التي يمر بها هي التي تحدد النتاج السيكولوجي لهذه المراحل".


نظرية يد في التحليل النفسي


سيغموند يد ذاك الرجل الذي غيرت أفكاره المتطرفة العالم من حولنا الى الأبد. وقد كان لإسهاماته في علم النفس والفلسفة الأثر البالغ في توجيه مسار المناظرات حول العقل البشري لأكثر من قرن. نسج يد في عمله الفكري نظرية متكاملة للتحليل النفسي أصبحت حجر زاوية في الدراسات الإنسانية..

سيجموند يد مؤسس مدرسة التحليل النفسي

ولد سيجموند يد في فريبج بالنمسا عام 1856 م ، وحين بلغ الرابعة من عمره ذهب مع أسرته الى فيينا التي عاش فيها ما يقارب ثمانين عاما.
كان يد دائما تلميذا متفوقا، حيث احتل المرتبة الأولى في صفه عند تخرجه ، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره التحق بمدرسة الطب التي مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة أربع سنوات فقط. ويرجع ذلك الى متابعته وانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب. ولم يكن يد مهتما في الحقيقة بأن يصبح طبيبا ولكنه رأى ان دراسة الطب هي الطريق الى الانغماس في البحث العلمي .

يد كما يقول مؤرخو تاريخ الأفكار أحد العمالقة الثلاث الى جانب داروين ونظريته عن النشوء والارتقاء والى جانب كوبرنيك، أحد هؤلاء العمالقة الذين جرحوا نرجسية الانسان وأزالوا القناع عن مركزية الذات والوعي الانسانيين سواء اتجاه العالم الخارجي أو اتجاه الأقاليم الروحية للانسان. أراد يد أن يكشف الغطاء عن الطبيعة البشرية بدل أن يتركها سجينة سلطة البيولوجيا، أراد مساعدة الانسان على أن يحيا حياته الفردية في المجتمع.
سيغموند يد Sigmund Freud






هو الفيلسوف المدلـــل فى كتابات معاصرينا، وهو قبل هذا الفقيه وطبيب السلطان: أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي القرطبي . المعروف بــ ابن رشد الحفيد، تمييزاً له عن جده ( أبى الوليد ابن رشد) الذى كان أيضاً : (فقيهاً) يحمل الكنية واللقب نفسهما.. وكان مولد (ابن رشد) سنة 520 هجرية، وتوفى وهو فى الخامسة والسبعين من عمره سنة 595 هجرية.


للمعاصرين افتتانٌ بابن رشد، بل فتنةٌ وتهويل وتدليل.. فهو عندهم : شهيدُ الفلسفة.. وأعظمُ الفلاسفة وآخرهم فى تاريخ الإسلام.. وقد اشتهر في العلوم الفلسفية والطبية، فقد أخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي. ويبدو أنه كان بينه وبين أبي مروان بن زهر، وهو من كبار أطباء عصره، مودّة، وأنه كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الأطباء.وبالرغم من بروز ابن رشد في حقول الطب، فإن شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي الخصب، وعلى الدور الذي مثّله في تطور الفكر العربي من جهة، والفكر اللاتيني من جهة أخرى

تولّى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص
ولما تولى المنصور أبو يوسف يعقوب الخلافة بعد أبيه، لقي الفيلسوف والطبيب على يديه ما لقي على يدي والده من حظوة وإكرام. إلا أن الوشاة ما زالوا بالمنصور حتى أثاروا حفيظته عليه، فأمر بإحراق كتبه وسائر كتب الفلسفة، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب، ونفي ابن رشد، إلا أن الخليفة ما لبث أن رضي عنه وأعاده إلى سابق منزلته. وتوفي ابن رشد في مراكش في أول دولة الناصر، خليفة المنصور

يعد ابن رشد من اهم الفلاسفة العرب، دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وارسطو. درس الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة، قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين عام 1182م فعينه طبيبا له ثم
قاضيا في قرطبة.

قال ابن بشكوال :
كان فقيها عالما ، حافظا للفقه ، مقدما فيه على جميع أهل عصره ، عارفا بالفتوى ، بصيرا بأقوال أئمة المالكية ، نافذا في علم الفرائض والأصول ، من أهل الرياسة في العلم ، والبراعة والفهم ، مع الدين والفضل ، والوقار والحلم ، والسمت الحسن ، والهدي الصالح ، سمعنا عليه بعضها ، وسار في القضاء بأحسن سيرة ، وأقوم طريقة ، ثم استعفى منه ، فأعفي ، ونشر كتبه ، وكان الناس يعولون عليه ويلجئون إليه ، وكان حسن الخلق ، سهل اللقاء ، كثير النفع لخاصته ، جميل العشرة لهم ، بارا بهم .

وله كتب اشهرها:

-كتاب مناهج الادلة ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.
-كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.
-كتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.
- جوامع سياسة أفلاطون.
- أرسطو
- شرح أرجوزة ابن سينا.
- بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
- الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
ومن تصانيفه كتاب " المقدمات " لأوائل كتب المدونة ، وكتاب " البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل " واختصار " المبسوطة " ، واختصار " مشكل الآثار " للطحاوي ،
وفي الغرب يسمّون ابن رشد Averroes ، وقد اهتمّ به الغرب بفضل شرحه لكتب أرسطو وتظهيرها من الآراء الدخيلة عليها. وهو يسمي أرسطو " الإنسان الأكثر كمالاً ". وقد درست أوروبا كتب ابن رشد مئات السنين.

آمن ابن رشد أنّ الفلسفة هي الطريق للوصول إلى الله، وفضّل الحقيقة العقلية على الحقيقة الدينية، ودافع عن الفلاسفة وآمن ان الجمهورية الفاضلة هي دولة الخلفاء الراشدين، ورأى أنّ بإمكان المرأة القيام بالأدوار التي يقوم بها الرجل، مثل السياسة وغيرها، وأن المجتمع يظلمها، وبظلمها حرم فضل تفكيرها. وكان رأيه في الدين انه أحكام شرعية لا مذاهب نظرية


وجهة نظر مغايـــــــــــرة

لاشك فى أن ابن رشد شخصية (مهمة) فى تاريخ الفكر الفلسفى الإسلامى، لكنه لم يكن بحال (شهيداً) للفلسفة أو غير الفلسفة، فقد عاش فى كنف الأمير أبى يعقوب ومن بعده فى كنف ولده الأمير أبى يوسف يعقوب المنصور.. فتولَّى قضاء (قرطبة) وصار طبيب السلطان، وكان له شأنٌ كبير بين معاصريه.

أما الزعم بأن ابن رشد هو أعظم الفلاسفة المسلمين وآخرهم، فما هو إلا تهويلٌ ومبالغة. فقد كان الرجل فيلسوفاً، كالآخرين، يسعى لتأكيد الصلة بين الدين والفلسفة، كالآخرين، ويجتهد فى بيان أهمية إعمال العقل فى كل الأمور، كالآخرين، ويضع المؤلفات ويدبج الفتاوى وينتقد السابقين، كالآخرين.. وهو -بالقطع- ليس آخر الفلاسفة الإسلاميين، وإلا فأين سنضع نصير الدين الطوسى، وأثير الدين الأبهرى، وأفضل الدين الخونجى، و علاء الدين ابن النفيس، وعضد الدين الإيجى، وغيرهم، وكلهم من أهل القرن السابع الهجرى (عاش ابن رشد وتوفى فى القرن السادس الهجرى) وأين سنضع اللاحقين عليهم من أهل القرون التالية، أمثال : صدر الدين الشيرازى، وسعد الدين التفتازانى، والسيد الشريف الجرجانى.. وغيرهم، ناهيك عن فلاسفة الصوفية، من أمثال ابن عربى وعبد الكريم الجيلى.. وغيرهما.
ولم يكن ابن رشد طبيباً عظيماً، وكتابه المتداول اليوم (الكليات) هو محض كلامٍ نظرىٍّ تقليدىٍّ فى الطب، لم يخرج عما كان سائداً من قبل ابن رشد.. فالكتاب لايمثل فتحاً طبياً، ولا اعتمد عليه طبيبٌ واحد، ممن جاءوا بعد ابن رشد!
وابن رشد لم يزعم أنه طبيب عظيم، وإنما وجد معاصره ابن زهر يضع كتاباً فى المعالجات ومداواة الأمراض والأمور (الجزئية) عنوانه : التيسير.. فأراد هو أن يستكمله بالكلام فى (الكليات). وكل مَنْ درس تاريخ العلوم، يعرف أن الطب - وسائر العلوم - كان يتقدَّم عبر التاريخ الإنسانى، بالبحوث الجزئية وبالاكتشافات وبالمعالجات.. وليس بالكلام فى الكليات.
وأخيراً، فابن رشد ليس عقلانياً هائلاً كما يزعمون.. فهو، كسائر فلاسفة الإسلام، يعتنى بالعقل. غير أن بعض هؤلاء الفلاسفة، ومنهم أستاذه ابن طفيل، تجاوزوا البحث العقلى وقرنوه بالذوق والإدراك الصوفى (فوق الحسى).. وهو ما لم يفعله ابن رشد. لكنهم كلهم، أهلُ علمٍ وفلسفةٍ وفضل، ولافضل لبعضهم على بعض بهذه العقلانية المزعومة لابن رشد.


وصــول ابن رشــد إلــى الغــرب :

بدأ الغرب عصر الترجمات قبل ابن رشد وكانت الترجمات مختارة ومختصة وجاءت المرحلة الأولى منها في القرن الثاني عشر مشتملة على كتابات الكندي (في العقل) والفارابي (في العقل) والغزالي (مقاصد الفلاسفة) وابن سينا (مقتطفات من الشفاء). وقد جاءت ترجمة كتب ابن رشد في القرن الثاني عشر والثالث عشر وكان ميخائيل سكوت (ت 1235) أول مَن ترجم شروح ابن رشد على أرسطو ثم تبعه هرمان (ت 1272).

تركزت الترجمات اللاتينية حول شروح ابن رشد لأرسطو وهناك نقاش حول وصول مؤلفات ابن رشد التي أظهر فيها إبداعه وأصالته الخاصة: تهافت التهافت، الفصل، مناهج الأدلة. فلم تنحصر مؤلفات ابن رشد على شرح أرسطو وإن كان هذا الشرح في قمة الإبداع والعمق واستيفاء آراء وأخطاء الشراح الآخرين خاصة ابن سينا والفارابي. لم تتعرض المسيحية اللاتينية لترجمة شاملة لكل ما هو إسلامي بل اقتصر اهتمامها على الجوانب الضرورية لها. وهذا بمثابة ما حدث مع ترجمات بغداد عن اليونانية والسريانية التي تركزت حول الفلسفة والعلوم وقد كانت الفلسفة هي الموضوع الأساسي للترجمات اللاتينية وكان أرسطو، الذي أعيد اكتشافه بطريقة مختلفة تماماً، قطب الرحى الذي دارت عليه حركة الترجمات الأولى. ومثلت شروحات ابن رشد على مؤلفات أرسطو البوابة الكبرى التي دخل منها أرسطو إلى الغرب فقد استوفت هذه الشروحات كل عبارة وجملة في مؤلفات أرسطو مؤسسة بذلك أسلوباً جديداً في شرح أرسطو يشبه أسلوب التفسير القرآني الذي يفسر النص عبارة عبارة وجملة جملة وهذا هو نفس الأسلوب الذي اتبعه القديس توما فيما بعد في شرحه لأرسطو. لقد عرف ابن رشد بأنه الشارح الأكبر لأرسطو وأدت شروحاته إلى تأسيس حركة فكرية غربية عرفت باسم الرشدية كان لها أكبر الأثر في استنهاض الفكر اللاهوتي المسيحي وعلى وجه الخصوص الاكويني الذي اتخذ من الفلسفة الأرسطية الأساس الذي أقام عليه مشروعه اللاهوتي الجديد.

من جهة أخرى ساهم المفكرون اليهود في إيصال فلسفة ابن رشد إلى الغرب، فقد كانت الترجمات العبرية جسراً واسعاً انتقل عبره العديد من المؤلفات والمنجزات إلى الغرب. كانت مؤلفات ابن رشد تقرأ بالعربية بين العلماء ا ليهود المتأثرين بالثقافة العربية، وقد أدى تشرد اليهود في مطلع القرن الثالث عشر إلى ما وراء جبال البيرينيه وعلى ساحل البحر الأبيض إلى انتشار أفكار ابن رشد. ورغم النقمة الشديدة الذي كان اللاهوت المسيحي يكنها لليهود فإن الروابط اللاهوتية والثقافية بين اليهود والمسيحيين لم تكن مقطوعة الأمر الذي سهل انتقال ابن رشد بطريقة غير مباشرة إلى اللاهوت المسيحي، واستفادت الترجمات اللاتينية من الترجمات العربية من خلال مقارنة النصوص للخروج بالترجمة الأفضل لأعمال ابن رشد. كما أن تأثر ابن ميمون بابن رشد قد ساهم بنقل العديد من الأفكار إلى الاكويني الذي تأثر بدوره بابن ميمون. لقد أدت مساهمة المفكرين اليهود في نقل الفكر الإسلامي، إلى إضافة مبرر جديد لنقمة وكراهية الكثير من المسيحيين الغربيين لليهود، فقد اعتبر هؤلاء أن اليهود هم وراء إدخال ابن رشد وقيام الحركة الرشدية في الغرب بهدف تخريب المسيحية وتدميرها.

أهـــــم كتبـــــــــــه ومؤلفاتـــــــــــــــــــه :
ابن رشــــــد .. فيلسوف الفكر الحـــــــر












ألفريد بيرنهارد نوبل Alfred Bernhard Nobel ثالث أبناء عمانويل نوبل مهندس كيميائي ولد في 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1833 في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد. أفلس الأب في العام نفسه الذي ولد فيه ألفريد واحترق منزل العائلة، فقرر في عام 1837 الارتحال إلى فنلندا للبحث عن فرصة أفضل للحياة له ولأسرته. ثم ارتحل في سنة 1842 إلى بطرسبرج St. Petersburgh عاصمة روسيا القيصرية وأنشأ هناك ورشة استطاع من خلالها أن يعقد صفقات مع الجيش الروسي لصناعة الألغام. نتج عن ذلك تحسن أحواله المادية فاستقدم عائلته عام 1842 للعيش معه. حقق الأب من عمله في حقل الألغام البحرية ثروة مكنته من توفير تعليم جيد لأبنائه الأربعة، خصوصا في الطبيعة والكيمياء والآداب واللغات.
ظهرت على ألفريد علامات النبوغ المبكر واهتم في بداية حياته بالأدب والشعر ولم يبلغ السابعة عشرة إلا وقد أتقن خمس لغات أوروبية. لكن والده لم يدخر جهدا لصرفه إلى الكيمياء والطبيعة وتطبيقاتهما في مجال المتفرقعات وبعَثَه في رحلات خارجية لتوسيع مداركه ولمتابعة مشاريع العائلة في أوروبا وأمريكا. وأثناء وجوده في باريس عمل مع الكيميائي الشهير البروفيسور بيلوز T. J. Pelouze في مختبره الكيميائي، وهناك تعرف على الكيميائي الإيطالي أسكانيو سوبريرو Ascanio Sobrero الذي كان قد اكتشف مادة النيتروجليسيرين nitroglycerine وهو سائل شديد الانفجار ويُعد النواة الأولى لصناعة المتفرقعات. ويتم إنتاج هذه المادة بمزج الجليسيرين مع الكبريت وحمض النترات. ومع أن قوة انفجار النيتروجليسيرين تفوق قوة انفجار البارود إلا أن العلماء رأوا أن لا فائدة ترجى من هذه المادة نظرا لخطورتها وقابليتها الشديدة للانفجار عند أدنى درجة من درجات الضغط أو الحرارة وبطريقة يصعب ضبطها أو التنبؤ بها. لكن ألفريد نوبل رأى إمكانية الاستفادة منها في الأعمال الإنشائية وتفجير الصخور، لكن لم يغب عن باله أيضا خطورتها الشديدة.
كانت الألغام البحرية التي وفرها عمانوئيل نوبل للجيش الروسي وزرعها الجيش في بحر البلطيق أثناء حرب القرم (1853-1856) هي التي وفرت الحماية لمدينة بطرسبرج ضد الجيوش البريطانية والفرنسية. ولقد قدرت روسيا ذلك لعمانويل ومنحه القيصر وسام الإمبراطور الذهبي. بعد انتهاء حرب القرم تقلصت نشاطات عمانويل التجارية حتى وصل إلى درجة الإفلاس مرة أخرى واضطر للعودة إلى ستوكهولم سنة 1859. بعد عودتهما إلى ستوكهولم بنى ألفريد مع والده مصنعا بالقرب من المدينة لتصنيع مادة النيتروجليسيرين. لكن مصنعه انفجر عام 1864 مما تسبب في مقتل إميل الأخ الأصغر لألفريد وأربعة من العاملين في المصنع. ولقد تأثر ألفريد بهذا الحادث الأليم فنذر حياته لترويض هذه المادة المفرقعة ليخضعها لمشيئة الإنسان ليتحكم فيها ويستفيد منها كما يشاء. أدت جهوده إلى اختراع الديناميت عام 1866 وذلك بمزج سائل النيتروجليسيرين مع السيليكا للحصول على معجون قابل للتشكيل على هيئة أصابع بالحجم والشكل المناسبين لإيلاجها في فتحات تحفر في الأماكن المراد تفجيرها. وكان لا بد لألفريد من أن يخترع أيضا فتيلة التفجير حتى يمكن تفجير الديناميت عن بُعد. ومما ضاعف من فائدة هذا الاختراع أنه تزامن مع اختراع آلات حفر عالية الكفاءة ساعدت هي والديناميت على خفض تكلفة الحفر وتفجير الصخور. وحيث إن ألفريد نوبل يملك براءة اختراع الديناميت فقد تهافتت على شرائه منه شركات البناء والمناجم والقوات المسلحة، فانتشر استخدامه في أنحاء العالم. هذا شجع ألفريد على بناء المصانع في عشرين دولة وجنى من وراء ذلك ثروة ضخمة وأصبح من أغنى أغنياء العالم. ومما أسهم في مضاعفة ثروته حنكته البالغة في إدارة استثماراته.
وقد شنت الصحافة الأوروبية هجوما عنيفا على نوبل ولقبته "صانع الموت" و"ملك المتفجرات". وقد بدأت حملة التشهير ضده عام 1888 حينما نشرت جريدة فرنسية نعيه بطريق الخطأ وعنونته "مات ملك الموت"، وقالت عنه إنه كوّن ثروته عن طريق البحث باستمرار ودون كلل عن طرق جديدة لقتل البشر. لذا قرر أن يدشن حملة إعلامية لتحسين صورته وتبرئة ساحته من تلك التهم. فصور نفسه على أنه رجل محب للسلام، وأنه حينما اخترع الديناميت كان يرى فيه الأمل لرخاء البشرية عن طريق حفر المناجم واستخراج كنوز الأرض، إضافة إلى حفر الأنفاق وشق القنوات والطرق التي سهلت عمليات التواصل والتبادل التجاري بين الأمم. لكن الكثير من الناس لم ينسوا أن ألفريد ووالده وجميع أفراد أسرته لم يكوّنوا ثرواتهم الطائلة إلا من خلال بناء المصانع التي أبرمت الصفقات والعقود مع الجيوش ومصانع الأسلحة لبيعهم مختلف أنواع المتفجرات.
لم يتزوج ألفريد نوبل وعاش وحيدا وعليلا يغلب عليه الخجل. وحينما بلغ الثالثة والأربعين وأحس بتقدمه في السن نشر إعلانا في إحدى الجرائد يقول: "رجل ثري عالي الثقافة متقدم في السن يبحث عن سيدة ناضجة تجيد اللغات لتعمل معه سكرتيرة ومشرفة منزل". فتقدمت له الكونتيسة النمساوية بيرثا كينسكي Bertha Kinsky التي عملت معه لفترة قصيرة ثم تركته لتتزوج من الكونت آرثر فون ستنر Arthur von Suttner. لكن نوبل استمر يتراسل مع بيرثا ولم تنقطع صلتهما. وبمرور السنين تحولت بيرثا لتصبح من أشهر دعاة السلام في العالم وأكبر المعارضين للحروب وسباق التسلح. وفي حواراته المستمرة معها كتب لها مرة يؤكد أهمية الردع في درء أخطار الحروب، ويقول لها: "قد تكون مصانعي أقدر من برلماناتكم على إنهاء الحروب. ففي اليوم الذي يستطيع فيه جيشان متقابلان الحصول على ما يقضي به أحدهما على الآخر في لحظة عين فإن الأمم المتحضرة حينها سوف تتراجع أمام هذا الرعب المفزع وتقرر تسريح جيوشها". وقد تأثر نوبل بأفكار بيرثا وربما أن هذا من الأسباب التي شجعته على التفكير في جائزته للسلام التي قُدّر لبيرثا أن تفوز بها بعد موته بتسع سنوات على كتابها "ألقُوا أسلحتكم" Lay Down Your Arms.
توفي نوبل في 1896 بعدما سجل باسمه ما لا يقل عن 355 براءة اختراع. والكثير من الشركات التي أسسها أصبحت مؤسسات صناعية عملاقة تلعب دورا مؤثرا في الاقتصاد العالمي منها: Imperial Chemical Industries (ICI) في بريطانيا وSocietie Central de Dynamite في فرنسا وDyno Indudtries في هولندا. وفي آخر أيامه كان قد قرر أن يهب بعض ثروته لكل من يسهم في إسعاد الإنسانية وتحقيق السلام العالمي، وأن يؤسس ما أصبح يسمى جائزة نوبل التي تُعد من أقدم الجوائز العالمية وأشهرها وأكبرها قيمة، ماديا ومعنويا. ولتحقيق هذا الغرض أوصى قبل وفاته باستثمار 30 مليون كرونة سويدية من ثروته في مشاريع ربحية يتم من ريعها منح خمس جوائز سنوية باسمه لأكثر من أفاد البشرية في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب والفسيولوجيا والأدب والسلام العالمي. وتنص بنود وصية نوبل على أن تسلم جائزة السلام في قاعة مجلس مدينة أوسلو النرويجية (التي انبثقت منها اتفاقية أوسلو للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين). أما جوائز الطب والكيمياء والطبيعة والأدب فيتم تسليمها في صالة الاحتفالات الموسيقية في ستوكهولم التي تتسع لألف وثلاثمائة شخص بحضور العائلة المالكة السويدية وممثلي الحكومة السويدية وأعضاء البرلمان ولفيف من السياسيين والدبلوماسيين وعائلات الفائزين بالجائزة. ويشرف ملك السويد على تسليم الجائزة. وقد سلمت أول جائزة في 10 كانون الأول (ديسمبر) من عام 1901، يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل.
تصور ألفريد نوبل أنه باختراع الديناميت أسهم في إسعاد البشرية، لكن تبين خطأ تصوره حينما شاع استخدام الديناميت على نطاق واسع في الحروب. وهذا يذكرنا بما حدث لأينشتاين بعد اكتشافه تجزئة الذرة. حصل أينشتاين على جائزة نوبل عام 1921 على نظريته في النسبية التي أدت إلى تجزئة الذرة، وفي 1933 أصدر مع سيجموند يد كتابهما "لِمَ الحرب؟"، وعمل طوال حياته ناشطا معارضا للحروب.
خشية نوبل وأينشتاين أن اكتشافاتهما قد يُساء استخدامها وتُستغل لغايات غير شريفة لم تدفعهما إلى الكف عن البحث وإلى التوقف تطبيقا لمبدأ سد الذرائع ودرء الشبهات. جميع الاختراعات والأفكار النافعة يمكن أن يُساء استخدامها، فالدواء الذي يشفي المريض يمكن أن يلجأ له يائس يريد الانتحار. اجتثاث نوازع الشر من النفس البشرية هو الحل وليس تعطيل العقل وإيقافه عن البحث والاستكشاف والتساؤل وتحصيل المعرفة وغير ذلك من الوظائف التي أرادها له الله. العقل يستحيل أصلا إيقافه ومنعه من التفكير والمشكلة ليست في الحقائق والمعارف التي يتوصل إليها العقل وإنما في نزعة الإنسان نحو توظيف هذه المعارف لزرع الشرور واستغلال أخيه الإنسان وتدميره، وبذلك يتحول العلم من وسيلة لإسعاد البشرية إلى آلة شر تزرع البؤس والشقاء. الدرس الآخر المستخلص من هذا كله هو أن ألفريد نوبل تعامل مع تأنيب الضمير والشعور بالذنب تعاملا حضاريا، فهو لم يكتف فقط بالحوقلة والاستغفار وبناء دور العبادة وتعليق لافتة على مكتبه تقول: هذا من فضل ربي، بل عمل عملا يفيد أخاه الإنسان في هذه الدنيا ويسهم في تقدم العلم وتطور البشرية ويذكره له الجميع بالخير. يا حبذا لو أن أثرياء العرب والمسلمين يتلقنون هذا الدرس العظيم.
ألفريد نوبل






من أقوال أديسون

"كانت أمي تثق بي كثيرًا، أكثر مما أستحق، فحاولت أن أحيا لأحقق ثقتها بي؛ فصرت توماس أديسون" (مكتشف المصباح الكهربائى)

الكثير من الفاشلين في الحياة هم اشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما قرروا الانسحاب.

العبقرية هي 1% الهام و99% جهد وعرق جبين .
 
الدكتور احمد زويل







لمع نجم الدكتور زويل المصري-الامريكي مؤخرا وأصبح محط الأنظار لجميع الناس في مصر والولايات المتحدة الامريكية .بسبب إنجازاته العلمية الكبيرة وحصوله علي العديد من الجوائز العلمية العالمية
ففي سن الرابعة والاربعين إختارت مؤسسة كاليفونيا للعلوم والتكنولوجيا الدكتورأحمد زويل ليكون الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج .
وقد قال الدكتور أحمد زويل " انه شرف كبير أن أحصل علي هذا اللقب لأنني أشعر ان بولينج هو أعظم .كيميائي في القرن العشرون وأن إنجازاته كان لها كبير الأثر في عملي وفي عمل كل كيميائي في العالم " .
أما في عام 1995 فقد تسلم العالم الكبير الدكتور أحمد زويل وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس محمد حسني مبارك تقديرا لدوره الحيوي في إثراء العلم في العالم .
وفي عام 1998 تم إصدار أول طابع بريدي يحمل صورة الدكتور أحمد .زويل في مصر كما انه نال شهادات فخرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة
وفي سن الثانية والخمسين حصل الدكتور زويل علي جائزة بنيامين فرانكلين لإنجازاته وإسهاماته العلمية لخدمة العلم والعلوم, وقد فاز بهذه الجائزة العظيمة عن إكتشافه الاخير لثانية الـ فيمتو وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية الواحدة, وقد أقيم إحتفال كبير في الثلاثون من إبريل عام 1999 في مدينة فيلاديلفيا الأمريكية وتابع العرب في كل مكان في العالم هذا الإحتفال .ليشاهدوا تسلم العالم العربي المصري الدكتور أحمد زويل لأسمى جائزة علمية يمكن ان تقدم لعالم في الولايات المتحدة الأمريكية .

والدكتور أحمد زويل عضوا في للأكاديمية القومية الامريكية للعلوم والتكنولوجيا وأكاديمية العالم الثالث للعلوم وعضوا في الأكاديمية الامريكية للعلوم والفنون والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والعلوم الانسانية, كما انه يحمل العديد من الشهادات والجوائز الفخرية مثل زمالة مؤسسة الفريد سلون, جائزة الكساندر فون هامبولدت لصغار العلماء في الولايات المتحدة وجائزة .الملك فيصل الدولية

كما نجح الدكتور زويل خلال حياته العملية في حصد العديد من الجوائز والميداليات مثل جائزة ويلش عام 1997, جائزة ليوناردو دافينشي للإمتياز عام 1995, جائزة وولف عام 1992 وجائزة هربرت برويدا الهيئة الامريكية للفيزياء عام 1995 .
ومن أهم الجوائز العالمية التي حصل عليها ميدالية الأكاديمية الملكية الهولندية للعلوم والفنون ، والدكتور أحمد زويل يحمل أيضا العديد من الشهادات الفخرية من جامعة أوكسفوردالبريطانية وجامعة كاثوليك البلجيكية وجامعة .بنسلفانيا في الولايات المتحدة الامريكية وجامعة لوزان السويسرية وجامعة سوينبرن الاسترالية


إنجازاتـــــــه


ولد الدكتور أحمد زويل في مدينة ( دمنهور) بجمهورية مصر العربية في السادس والعشرون من فبراير عام 1946م , وبدأ تعليمه الأولي بمدينة دمنهور ثم انتقل مع الأسرة الي مدينة دسوق مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتي المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية العلوم جامعة الاسكندرية عام‏1963‏ وحصل علي بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام‏1967‏ بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وكان يقيم أثناء سنوات الدراسة الجامعية بمنزل خاله بـ (منشية إفلاقة) .بدمنهور، ثم حصل بعد ذلك علي شهادة الماجستير من جامعة الأسكندرية .

وبدأ الدكتور أحمد زويل مستقبله العملي كمتدرب في شركة "شل" في مدينة الأسكندرية عام 1966 واستكمل دراساته العليا .بعد ذلك في الولايات المتحدة حيث حصل علي شهادة الدكتوراه عام 1974 من جامعة بنسلفانيا
وبعد شهادة الدكتوراه, انتقل الدكتور زويل الي جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث هناك.
وفي عام 1976 .عين زويل في كلية كالتك كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين
وفي عام 1982 نجح في تولي منصب أستاذا للكيمياء وفي عام 1990 تم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء .في معهد لينوس بولينج
وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, و تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم
وفي عام 1991 تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء وبذلك يكون أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء منذ أن فاز بها الدكتور نجيب محفوظ عام 1988 في الأدب والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام 1978 .

وللدكتور أحمد زويل أربعة أبناء وهو متزوج من طبيبة في مجال الصحة العامة, وهو يعيش حاليا في سان مارينو بولاية كاليفورنيا .
ويشغل الدكتور أحمد زويل عدة مناصب وهي الأستاذ الاول للكيمياء في معهد لينوس بولينج وأستاذا للفيزياء في معهد .كاليفورنيا للتكنولوجيا ومدير معمل العلوم الذرية
وأبحاث الدكتور زويل حاليا تهدف الي تطوير استخدامات أشعة الليزر للإستفادة منها في علم الكيمياء والأحياء, أما في مجال الـــ فيمتو الذي تم تطويره مع فريق العمل بجامعة( كالتك ) فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو استخدام تكنولوجيا الـ فيمتو في تصوير .العمليات الكيميائية وفي المجالات المتعلقة بها في الفيزياء والأحياء.


أصلـه ونشأتــه


أحد أهم العلماء العرب في هذا العصر ، هذا العصر الذي افتقر كثيرا للجهود العلمية العربية المنظمة وحتى الفردية منها . نجح الدكتور زويل في الحصول على أعلى المنصات العلمية الغربية والأمريكية وحمل راية البحث العلمي عاليا ليثبت أن العلم لاتحده حدود ولا تحتكره أمة دون اخرى .


كيف فكر أديسون في الكهرباء...؟

فى الخامسة عشرة اظلمت الدنيا فى بيته الصغير فافلس والده ومرضت امه فقبل العمل فى شركة ويسترن يونيون وسافر ابن 15عام ، ليبدأ الإقلاع وشق الطريق وحيدا معتمدا على إصراره وتصميمه وما ملك من علم ومعرفة ، وعندما اشتد الألم على امه فى احدى الليالى وقرر الطبيب انها تحتاج لجراحة ولكن عليها الإنتظار للصباح ، ودار حديث بسيط ، غير أنه أحدث تغييرا على العالم بأسره :
- ولكن يا سيدى انها لا تحتمل الألم انه قد يقتلها من شدته قبل الصباح
- وماذا استطيع ان افعل يا بنى احتاج الى إضاءة...!
وسطر توماس فى مفكرته ...لابد من ايجاد وسيلة للحصول للضوء ليلا اقوى من ضوء الشموع هل ترون كم هى بسيطة مشاريع النجاح؟؟؟؟ ان توماس اديسون كان له فى كل لحظة مشروع ...ذلك انه كان دائم النظر حوله والإستفادة من كل الناس ...... كان مراقبا جيدا يتابع ويراقب ويجرب.

رغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي، لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي واقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلاً في ظلام حالك وبهذا الاختراع وبتصنيع معداته وأدواته ولوازم تعميمه وبتنظيم استخدامه تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة فكان هذا الاختراع وهذا التنظيم لاستخدامه نقطة تحول حاسمة في التاريخ الإنساني، فلم يكن أديسون مجرد مخترع باهر ولكنه رجل تنظيمي من طراز فريد فكأنه ينطوي على مجموعة من المواهب الخارقة في الاختراع والتنظيم والإدارة والتنفيذ والتسويق والدعاية فأنشأ محطات لتوليد الكهرباء وابتكر شبكات التوزيع وأنشأ مصنعاً لإنتاج اللمبات والأدوات الكهربائية بالجملة لتكون رخيصة وبذلك أضاءت المدن بعد إظلام ران عليها خلال كل القرون وانفتحت أبواب واسعة للعديد من الصناعات المتنوعة مثل صناعة الثلاجات والمكيفات والمصابيح والأفران والمكانس والمدافئ والأسلاك والكابلات والأعمدة والمفاتيح والغسالات وما لا يمكن حصره من الأدوات والأجهزة المنزلية والمكتبية.

ففي عام 1810م عرض الفيزيائي البريطاني في همفري دافي (1778-1829م) لأول مرة مصباح القوس الكهربائي الذي يتألف من قضيبين مدببين من الفحم . يطبق على القضيب فلطية كهربائية عالية . وما إن يقترب القضيبان من بعضهما حتى يشتغل القوس الكهربائي بينهما بضوء براق . وقد بقي هذا المصباح خارج دائرة الاهتمام العلني والتجاري حتى عام 1880 نظراً لعدم توافر منابع الكهرباء القوية.بعدها بعدة سنوات قرر توماس أديسون الأمريكي البحث عن طريقة لتقسيم الضوء الكهربائي الصادر عن مصباح القوس الكهربائي إلى أجزاء صغيرة بحيث يمكن استعمال بعضها في المكان المطلوب وذلك حسب حجم المكان ودرجة الإضاءة المطلوبة ، بحيث يمكن تزويد جميع هذه الأجزاء بالكهرباء من محطة توليد مركزية .

وفي أواخر سبعينات القرن القبل الماضي اشتعل الجدل حول صاحب المصباح الكهربائي الأول، ففي عام 1878م ادعى الأمريكي توماس آلفا أديسون في أكثر من مناسبة أنه نجح في تطوير المصباح الكهربائي ذي الفتيلة الفحمية ، إلا أن التحقق من صحة الإدعاء لم يصبح ممكناً إلا في 21 أكتوبر من عام 1879 حيث بقي المصباح مضيئاً على مدى عدة أيام وليال.

وفي ذلك الوقت كان البريطاني جوزيف ويلسون سوان(1828-1914) قد قدم عدة عروض ناجحة لمصابيح متوهجة ، كان أولها في الثالث من فبراير 1879م إلا أن مشاعر المنافسة سرعان ما اختفت لتحل محلها رغبة التعاون بين الرجلين ، إذ انضم سوان إلى الشركة التي أنسأها أديسون لصناعة المصابيح ، وبحلول عام 1895م كان هناك مليونا مصباح عامل في الخدمة ، وقد عرف أديسون بأنه أبو المصباح المتوهج.

كان توماس أديسون يقوم بألف تجربة قبل أن يكتشف أو يخترع شيئاً وعندها يقول له زميله : أخيراً نجحت في المحاولة الألف...!؟، فيرد أديسون قائلاً: بل نجحت من أول محاولة، فقد اكتشفت أن هناك 999 طريقة لا تؤدي إلى الهدف المنشود.

هكذا قدم أديسون ما يقارب ألفي اختراع للبشرية منها المصباح الكهربائي. هذا هو أديسون الذي قال عنه مدرّسه يوما ً: " إنه أغبى من أن يتعلم"!

* سجل توماس أديسون (( 1093براءة اختراع )) ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجَّل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
إن هذه الابتكارات المدهشة دليل على أرفع نماذج العبقرية ويتفق مع هذا الكلام كل الذين درسوا ظاهرة الإبداع أو ظاهرة التأثير في مسيرة التاريخ البشري ، فالعالم الأمريكي مايكل هارت في كتابه (المائة الأوائل) قد جعل توماس أديسون في المرتبة الثالثة (3) بين أكثر العظماء تأثيراً على الحضارة الإنسانية منذ بدايتها حتى الآن....

والمؤرخون للتاريخ البشري يعتبرون أن التقدم التكنولوجي مرَّ بثلاث مراحل رئيسية كبرى :
وقد مثل ظهور الآلات البخارية المرحلة الأولى كما أن اختراعات أديسون وظهور عصر الكهرباء على يديه مثل المرحلة الثانية أما المرحلة الثالثة من المراحل الإنسانية للتطور التكنولوجي فقد بدأت بظهور النظرية الإلكترونية للمادة...

كان توماس أديسون سابقاً لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسُّرج والظلام، ولم يكن التسفيه مقصوراً على العامة وإنما جاءت السخرية من الذين يعملون في مجال الاختراع من أمثال الألماني سيمنز الذي استبعد النجاح في هذا المجال ولكن ما كادت الإضاءة تعم نيويورك ومدناً أمريكية أخرى حتى التهب حماس سيمنز لجعل الإضاءة حقيقة واقعة في ألمانيا..

بعد تجارب عديدة.. ومحاولات مستمرة.. خاصة بعد اختراعه للمصباح الكهربائي.. وحرصاً منه ان تصبح الكهرباء نعمة دائمة وشاملة لكل بني الإنسان في كل زمانٍ ومكان.. قام المخترع العبقري الشاب «توماس اديسون» في الرابع من شهر سبتمبر عام 1882م. بإدارة المفتاح الرئيسي لشبكة كهربائية شبه عامة.. حيث أضُيء أربعمائة مصباح كهربائي بوقت واحد..ليتحول بعد ذلك ليل الامريكيين إلى نهار.. ولتعم نعمة الكهرباء كل الولايات الامريكية ثم بقية دول وشعوب العالم كل على مدى قدراته واستعدادته النفسية والعقلية وامكاناته المادية والمعنوية.

لقد وضع أديسون ـ كما يقول لارسن (( أُسس الطريقة العلمية لإمداد المنازل بالكهرباء وسمعت أوروبا بهذا الحدث العظيم فأقبل المهندسون عبر المحيط الأطلنطي من أوروبا لمشاهدة تلك الأعجوبة الجديدة ومنذ اليوم الذي بدأت فيه مصابيح أديسون في التوهج تهافت العالم على الكهرباء)) ، فكان نجاحه المذهل بداية لعصر جديد زاخر بالإشعاع والتوهج واتساع وسائل الحياة...
ليس هذا فحسب بل كانت معامل أديسون ومختبراته وشركته مكاناً رائعاً لاستنبات المواهب وتدريب المهارات فتخرَّج على يديه كثير من ذوي الابتكار والمهارة، وكان من بينهم المخترع الصربي الشهير نقولا تيسلا الذي ابتكر التيار الكهربائي المتردد وصار ينافس أديسون لذلك كان مقرراً منحهما معاً جائزة نوبل للفيزياء عام 1915غير أن أديسون رفض تقاسم الجائزة مع تيسلا فحجبت عنهما معاً.

اجرى اديسون الف تجربة فاشلة قبل الحصول على مصباح حقيقى ...وكان تعليقه فى كل مرة ...هذا عظيم .. لقد اثبتنا ان هذه ايضا وسيلة فاشلة فى الوصول للإختراع الذى نحلم به ...قالها الف مرة ولم يتوقف ..ولم يمل ...ولم يحبط .....
إن توماس اديسون الذى مات فى الرابعة والثمانين من عمره ، كان مؤسس التطور الحديث الذى نعيشه ...... واذا كان العالم يذكره على انه مخترع المصباح الكهربائى فإن البطارية الجافة وماكينة السينما المتحركة ليستا بأقل منها اهمية .....نقول ذلك عنه لعلنا نتعلم منه ...
تعتبر قصة توماس أديسون من أروع قصص العصامية والكفاح وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة كافية بأن تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه فإنه قادرعلى تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذُّرى في العلم والابتكار فأديسون يوصف بأنه عالم عظيم ومخترع باهر وهو يأتي دائماً في الكتابات المعاصرة في طليعة عظماء التاريخ ومن أشدهم تأثيراً على الحياة الإنسانية


أديسون و المصبــــــــــــاح الكهربائـــــــــــــــــــــــي


حين حرمته المدرسة من مواصلة التعلم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكماً جائراً وخاطئاً فعلمته بالمنزل فأظهر شغفاً شديداً بالمعرفة وأبدى نضجاً واضحاً مبكراً، ففي طفولته وصباه كان يقرأ في أمهات الكتب من أمثال كتاب (انحلال الامبراطورية الرومانية وسقوطها) لكاتبه ( ادوارد جيبون) وهذا دليل واضح على النضج المبكر، فهذا الكتاب من أشهر المراجع التاريخية الضخمة والجادة وهذا يؤكد أن عقل أديسون كان أكثر نضجاً وانفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها التي ضاقت بكثرة أسئلته فاستنتجت بأن كثرة الأسئلة دليلٌ على قصور الفهم وأنه برهانٌ على الغباء رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير واستمرار الدهشة..
إن حرقة الأسئلة والشغف بالمعرفة والحماسة للإدراك والاستقلال في التفكير هي الصفات التي تميز أهل النبوغ ولقد جاء في كتاب (مشاهير رجال العلم) لبولتون :

((..كان أديسون في صباه شديد الحب للاستطلاع فمنذ أن تعلَّم الكلام راح يطرح الأسئلة طوال النهار فكان يقصد محلات بناء السفن فيستفسر عن وجه استعمال كل آلة من الآلات وكان يقضي الساعات الطوال في نسخ اللافتات المعلقة على واجهات المخازن.. وكانت تجاربه أكثر أوجه نشاطه أهمية فأنشأ لنفسه مختبراً كيميائياً ففي الاسطبل انتصبت صفوف من القوارير تحمل كلٌ منها علامة وسرعان ما تبين له أنه يحتاج إلى المال لتمويل مختبره فاستأذن والديه بأن يتجول لبيع الصحف والحلويات ثم ابتاع أحرفاً للطباعة وشرع بإصدار صحيفة!..)) كل هذا وهو ما يزال صبياً صغيراً .

ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته ، فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة باصابته بشيء من الصمم ويقول لينارد فالنج في كتابه
( آباء الصناعة ) :

(( ويعتقد بعض الناس أن عاهة المخترع (الصمم) قد مكنته من التفكير بطريقة أحسن لاستبعاد المعوقات الخارجية ولتجنب الوقت الضائع في الاستماع إلى الكلام التافه!!..))

فالنابهون تزداد نباهتهم كلما تخلصوا من البرمجة الاجتماعية، وعدم التلوث بالتفاهات لأن مواهبهم تبقى نقية ومتفتحة ونامية لذلك فهم في الغالب يؤثرون العزلة ويعيشون بالقراءة والتأمل مع أحكم وأذكى البشر، وقد اعتاد توماس على تقبل قدره فى الحياة والتكيف معه ...لقد اعتبر هذا الصمت من حوله فرصة لتنمية قدراته على التركيز ..

*حدث انه فى احد لحظات تواجده فى محطة القطار أن رأى طفلا يكاد يسقط على القضبان فقفز المراهق الشاب لينقذه بدون حتى ان يعلم انه ابن رئيس المحطة ...وكمكافأة لهذه الشجاعة النادرة عينه الرجل فى مكتب التلغراف وعلمه قواعد لغة مورس ، فتحوَّل اهتمامه بعدها إلى مجال الكهرباء وبعد تدريب قصير تعلم مهنة إرسال البرقيات فحصل على وظيفة مناوب ليلي لكن شغفه بالمعرفة جعله يستغرق بالقراءة ولأنه مطلوب منه أن يرسل إشارة كل ساعة للدلالة على انتظامه بعمله ولئلا يكتشف رؤساؤه انشغاله بالقراءة عن عمله فقد ابتكر جهازاً يرسل الإشارات آلياً كل ساعة ليعفيه من تكرار الإرسال حتى ينصرف للقراءة .

كانت فرصة اديسون الكبرى فى ان يجرب تطوير هذا الشئ الذى بين يديه مما نتج عنه اول اختراعاته ..التلغراف الآلــــــي ..اى الذى لا يحتاج الى شخص فى الجهه الأخرى لإستقباله بل يترجم العلامات بنفسه الى كلمات مرة اخرى ولكن رئيسه اكتشف الحيلة وبقدر ما أعجبه الاختراع إلا أنه ساءه إهمال العمل فعزله من الوظيفة وكان آنذاك في السادسة عشرة من العمر فتحول إلى عامل تلغراف متجول وكان يقتات من محصوله وما بقي يشتري به الكتب المستعملة وخَطَر له أنه لن يُشبع نهمه من المعرفة حتى يقرأ مكتبة كاملة وعكف في إحدى المكتبات لكنه اضطر إلى العدول عن الفكرة لصعوبة تحقيقها إضافة إلى أنه إذا حبس نفسه للقراءة فلن يجد ما يأكله.

وفي الحادية والعشرين من عمره شعر بأن التحول الدائم قد أنهكه فالتحق بالعمل لدى إحدى الشركات كعامل تلغراف فاخترع مصيدة كهربائية للصراصير في مقر الشركة فنشرت الصحف صور المقر والاختراع والصراصير فاستاءت الشركة من إظهار مقرها وهو مأهول بهذه الحشرات ففصلته من العمل فانصرف كلياً إلى الاختراع .

*كان اختراع الحاكي ( المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه ويُسجَّل باسمه ، لكنه لم يجد رواجاً فتركه ولم يواصل العمل في هذا المجال غير أنه أدرك أن المضاربين بالذهب يحتاجون جهازاً يوفر لهم على اختلاف مواقعهم معلومات فورية عن ارتفاع أو انخفاض سعر الذهب فاخترع آلة للتخابر تلغرافياً عن أسعار البورصة وباع هذا الاختراع بمبلغ أربعين ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت وبذلك ودَّع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملاً كبيراً في نيويورك كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم...

كان قد تم التوصل إلى امكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي ولكنه لم يكن بالأمكان اختراع جهاز يُمكِّن من تحويل هذا الاكتشاف الهام إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري، فطلبت شركة وسترن يونيون(western union) من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للاستعمال العام وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الاختراع وباعه على الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار وكانت تريد أن تدفع له المبلغ كاملاً مرة واحدة لكنه لم ينس أيام الجوع القاسية فطلب من الشركة ان تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة فأراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة..


حياتــــه ونشاطاتــه


توماس أديسون (1847 – 1931م) مخترع أمريكي ولد في مدينة - ميلانو- بولاية ( أوهايو) الأمريكية، ولم يتعلم في مدارس الدولة إلا بضعة أشهر فقط، فقد وجدته المدرسة طفلا غبياً لا يصلح للتعليم مطلقا..! ، ولو تمكن أحد من قراءة طالعه مرةً ، لكان وفر عليه عناء ومشقة حياته الحافلة بالمصاعب ، ولكن من يدري ..! فقد يكون مقدراً للعباقرة دائما العناء .

يعتبر أحد أعظم المخترعين في العالم ظهرت عبقريته في صباه مبكراً في الاختراع ، أقام مشغله الخاص داخل عربة قطارالذي أظهر سيرته المدهشة كمخترع وأجاد شفرة مورس قبل أن يتم العاشرة من عمرة ، ومن اختراعاته مسجلات الإقتراع والبارق الطابع والهاتف الناقل الفحمي والمكرفون والفونوغراف أو الفرامافون واعظم اختراعاته على الإطلاق هو المصباح الكهربائي، وأنتج في السنوات الأخيرة من حياته الصور المتحركة الناطقة، وطور تجارب سكة الحديد الكهربائية ، وعمل خلال الحرب العالمية الأولى لصالح الحكومة الأمريكية، وقد سجل أديسون باسمه أكثر من ألف اختراع وهو عدد لا يصدقه العقل، وتزوج أديسون مرتين وقد ماتت زوجته وهي صغيرة، وكان له ثلاثة أولاد من كل زوجة، أما هو فقد مات في نيوجرسي سنة 1931م، وقد أطفأت أمريكا كل مصابيحها حدادا ليلة وفاته .


نشأتــــــــــــه


إنّ ما يراه معظم الباحثين المهتمين بقضايا العبقرية والنبوغ حاليا هو أن الذكاء الحاد يأتي بسبب جينات خاصة من نوعها، وأن عوامل مثل العوامل النفسية أو الجهود التي يبذلها الإنسان في تطوير ذاته هي عوامل محدودة الأثر، ولعلك لا تجد بينهم أحدا يرى أن الأداء العبقري في أي مجال من المجالات يمكن اكتسابه لأي شخص يرغب ذلك.